انطلقت أعمال منتدى الواحة “OASIS” الأول في العاصمة الماليزية كوالالمبور تحت شعار “ريادة الأعمال ومشاركة الشباب في الاقتصاد الأزرق” بمشاركة واسعة من اليمن ودول الخليج والدول المطلة على البحر الأحمر. يُنظّم المنتدى بتمويل من الاتحاد الأوروبي بالشراكة مع شركة ديب روت، ليشكّل منصة تجمع رواد الأعمال والخبراء والباحثين والقيادات الشابة لمناقشة مستقبل الاقتصاد الأزرق في المنطقة.
يهدف المنتدى إلى تسليط الضوء على الإمكانات الهائلة للاقتصاد الأزرق، ومناقشة التحديات التي تعيق استغلال هذه الإمكانات، وبناء القدرات القيادية للشباب لابتكار حلول مستدامة في مجالات السياحة البيئية البحرية، الاستزراع السمكي، الطاقة النظيفة، والتكنولوجيا البحرية.
شهد حفل الافتتاح حضور السفير اليمني لدى ماليزيا، الدكتور عادل باحميد، الذي ألقى كلمة ملهمة عبّر فيها عن فخره بالمشاركة في تدشين المنتدى، مشيدًا بالتنوع المعرفي والمهاراتي للمشاركين، ومؤكدًا أهمية إشراك الشباب في رسم ملامح المستقبل الاقتصادي المستدام. وأوضح أن الاقتصاد الأزرق أصبح ضرورة استراتيجية، داعيًا إلى إجراء بحوث ودراسات معمّقة لاستكشاف إمكاناته في اليمن والدول العربية.
وفي إطار مشاركة اليمن، قال المهندس باجنيد، مسؤول البيئة والمناخ في الشبكة الوطنية لمناصرة حقوق ذوي الإعاقة أشار فيها إلى أهمية دمج الاستدامة البيئية وحماية ذوي الإعاقة في برامج الاقتصاد الأزرق. وأكد المهندس باجنيد أن المنتدى يشكّل فرصة لتعزيز الابتكار الاجتماعي والمشاركة المجتمعية بما يضمن أن المشاريع المستقبلية تراعي الاحتياجات البيئية والاجتماعية والاقتصادية بالتوازي. وأضاف:
> “إن دمج القضايا البيئية وحقوق ذوي الإعاقة في الاستراتيجيات الاقتصادية ليس خيارًا إضافيًا، بل ضرورة لتحويل الاقتصاد الأزرق إلى منصة مستدامة وشاملة لكل الفئات، خاصة الفئات الهشة والمستضعفة.”
كما قدّم الباحث الماليزي محمد نظمي من مركز مالقا للعلوم البحرية عرضًا حول تجربة ماليزيا في الاقتصاد الأزرق، مؤكدًا على الدور المحوري للجغرافيا البحرية عبر مضيق مالقا في تعزيز التعاون الإقليمي، وأن التجربة الماليزية نموذج يمكن الاستفادة منه في المنطقة العربية.
ويأتي المنتدى في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى تبني سياسات متكاملة تحقق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة البحرية، خاصة في ظل تحديات مثل أزمات أمن الملاحة، والتلوث البحري، وتدهور الأنظمة البيئية، والصيد الجائر، وتغير المناخ. ويطمح المنظمون إلى أن يشكّل الاقتصاد الأزرق فرصة استراتيجية لتعزيز الابتكارح وبناء حلول عملية تحقق مكاسب اقتصادية وبيئية متوازنة لمنطقة اليمن والخليج والدول المطلة على البحر الأحمر.
بهذا الزخم المعرفي والتفاعل الإقليمي، يواصل منتدى “الواحة – OASIS” فعالياته، واضعًا نصب عينيه هدفًا واضحًا: تمكين الشباب، تحفيز ريادة الأعمال، واستثمار الإمكانات البحرية لتحقيق تنمية مستدامة تعود بالنفع على الأجيال القادمة، مع مراعاة حماية البيئة وحقوق ذوي الإعاقة.

